الأربعاء، ١٧ شباط ٢٠١٠

الرعب غير المتوازن --كارل شرو


لاقى خطاب السيد حسن نصر الله مساء أمس تجاوبا كبيرا من مندوبي حزب الله لدى ما يسمى بالكثير من التفاؤل باليسار اللبناني فسارعوا إلى مدوناتهم و مقالاتهم ليستنهضوا الهمم و يعلنوا عن ولادة توازن رعب جديد بين الحزب و إسرائيل. من كبيرهم العربي الغاضب و الساخط و المحتقن اسعد أبو خليل إلى الصديق الساخر و المتهكم، عادة، خالد صاغية، رددوا كلاما متشابها عن معادلة جديدة في الصراع العربي ـ الإسرائيلي أخرجها هذا الخطاب إلى العلن. الخطاب نفسه حكيم و واعي اثبت من خلاله السيد حسن عن فهمه و تحليله الدقيق للمرحلة الراهنة، ليس فقط لطبيعة الصراع مع إسرائيل بل أيضا للنفسية السائدة لدى حكام إسرائيل و الوضع الداخلي في لبنان. لكن الخطاب لم يٌفهم جيدا من قبل جوقة اليسار الإعلامي للأناشيد الوطنية و الثورية الذي يبدوا إن نشوة النصر الذي اعترتهم بعد 7 أيار قد أثرت على قدراتهم التحليلية فظنوا إن احتلال شارع الحمراء شكل بداية مسيرة تحرير القدس.

السبت، ١٣ شباط ٢٠١٠

العربي الغاضب و حزب الله: عن تقهقر اليسار و انحسار الأفق – كارل شرو

بعد صمت طال، تحلى "العربي الغاضب" أسعد أبو خليل ببعض الشجاعة و تجرأ على مقاربة طائفية حزب الله. أسعد لكنه لم يسعد أحدا...

بداية، لا بد من تهنئة أبا خليل على تطرقه إلى موضوع قد يستجلب له الكثير من النقد من دون مردود مباشر بالمقابل. لكن بعد قراءة المقال يبدو أن جل ما اكتشفه أبو خليل هو إن حزب الله شيعي! اختراق كبير لا شك للفكر اليساري العربي. اكتشف أبو خليل إن حزب الله شيعي ينخرط في نظام سياسي يقوم على الطائفية. في التحليل السياسي، التوقيت مهم جدا. يعيد أبو خليل اكتشاف ما قلته قبل الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة في مقال عنوانه "حزب الله قبل الانتخابات: الخوف من السلطة" والتي شرحت فيه عجز حزب الله عن الاستئثار بالحكم كما كان يهول البعض آنذاك لأسباب هيكلية تتعلق بطبيعة النظام اللبناني و طبيعة حزب الله نفسه. كان لهذا الكلام معنى عندها، لكن ترداده ألان تجاوزته متطلبات المرحلة التي نعيشها.