يدور الحديث عن صور أكثر ذكاء. صور لها عمق وأبعاد. نستطيع ان نسلسل أسماء كثيرة من هذا الطراز: كيورستامي وسليمان ومخملباف. هؤلاء يصورون صوراً لها عمق وقابلة للتنفس، تماماً مثلما تتنفس الأشجار على الأقل. قادرة على التنفس لكنها عاجزة عن الحركة في كثير من الأحيان. حية ونابضة لكنها اقل صور العالم قدرة على الركض والسباحة وممارسة الرياضة في الهواء الطلق. مركزة ومحددة على نحو ما تكون الوجوه مركزة ومحددة، حتى حين تتنفس الكاميرا فتصور السماء أو الحقول والجبال الممتدة حتى حدود الأفق، فإنها تبدو كأنها تشكو وترفع ضراعتها للسماء. حين يجري الصحافيون أحاديث مستعجلة مع الفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم في الضفة أو القطاع سرعان ما يقول صاحب البيت المهدوم وهو يجيب عن سؤال: وماذا ستفعل الآن؟ بالقول: لنا الله. أي ان المرء في هذه الحال يصبح عارياً ومكشوفاً كآدم في الجنة وليس له من معين إلا الله. وهو معين على الستر وعلى تقبل العري والجوع والخوف من دون ان يحط ذلك من قدر المفضوح والجائع والعاري ويدني مرتبته الاجتماعية. ينظر إلى السماء كأنما البيت كان يحجبها عنه كل الوقت، وكأن جمالها الأخاذ هو كل ما تبقى من جمال وكل ما يمكن تحصيله من أمان في هذا الوضع. لكم ان تتذكروا جبال إيران الساحرة في أفلام مخملباف لتدركوا ان الله قريب جداً منها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.