الأحد، ١٤ آذار ٢٠١٠

العربي الناضب و اللوبي الإسرائيلي في لبنان

يتابع العربي الناضب أسعد أبو خليل حملته المسعورة لتصوير كل الذين يخالفونه الرأي في لبنان على أنهم عملاء لإسرائيل فكتب في زاوية الإشاعات الخاصة به في جريدة الأخبار، و هي زاوية تذكرني كثيرا بمجلة الشبكة لتشابه الأسلوب و دنو المنسوب، عن "اللوبي الإسرائيلي في لبنان". بالمختصر، تلاعب العربي الناضب على الكلام، و على عقول المعجبين العجيبين الذي يتابعون مقالاته و يتعطشون بشغف لحملاته الكلامية، ليصور كل من يقف في موقع مغاير لحزب النصر الإلهي الذي حوله أبو خليل إلى نصر بشري بشطحة قلم، أو زلة عفوية لا ندري، ليصور كل هؤلاء على أنهم عملاء لإسرائيل بشكل أو بأخر. يميز العربي الغاضب بين العملاء المباشرين و اللوبي غير المباشر تفاديا لقانون المطبوعات اللبناني، و لو قيض له لسماهم لكهم بالعملاء. هذا اللوبي يكاد يفوق عدد أفراده المليون، لكن هذا لا يثني صاحبنا عن تصنيفهم في خانة العملاء، فاحتقاره للجماهير ليس له حدود. العربي الناضب أفتى مؤخرا بعدم جدوى الانتخابات في جميع دول الشرق الأوسط في شطحة تعبر عن مدى احتقاره للشعوب و احترامه فقط للقوة العارية الذي يفسر مدى انبهاره المراهق بقوة و بطولات حزب الله. فصاحبنا التي لا شك تعتريه موجات من اللذة عند تخيله لمعارك وهمية مع العدو الصهيوني لا يقبل أن يكون هناك رأيين آو أكثر في هذا الصدد يتجابهان بالحجج و النقاش و تقوم غلبة الواحد على الأخر عبر المنطق، لا فهذا ترف ليبرالي لا وقت له. فإما أن تكون معنا آو أنت مع العدو الصهيوني الغاصب و عميلا من عملائه.


بين أبو تحليل في إحدى مقالاته مؤخرا "عودة الرجل الخطير" عن مدى ابتعاده عن الواقع و عيشه في عالم الخيال اللا علمي، فتخيل نفسه بشكل رامبو العرب معيدا الحق إلى أصحابه على طريقة هوليوود. و لا شك انه تعلم الكثير في بلد إقامته أمريكا، ليس فقط من هوليوود بل أيضا من المكارثية و أسلوبها بتشويه سمعة المعارضين. فما انفك يوزع تهم العمالة يمينا و يسارا محرضا على الاقتتال الأهلي رغم ادعائه العلمانية. غير انه في مقاله عن اللوبي الإسرائيلي في لبنان قد ارتقى، آو انحدر بالأحرى، إلى درك جديد فاخذ على عاتقه إصدار فتاوى علمانية تحل دم كل الذين انتقدهم و هذا مضمون الكلام فبرأيه لا جدوى من النقاش معهم. قد اختلف سياسيا مع معظم الذي ينتقدهم العربي الناضب لكنني ارسم حدا بين النقد و حل دماء الذين اختلف معهم في السياسة، لكن صاحبنا العلماني لا يرى حرجا في ذلك فطريقه موحى به من قوة أعلى. و بصراحة لا يمكننا لوم أبو خليل على انتهاجه هذا الدرب فهو يعي تماما تواضع إمكانياته الفكرية فيعوض عن ذلك بمزيج من الانتهازية و الفضائحية و نظرية المؤامرة التي لها هواتها في كل زمان و مكان مما حقق له بعضا من الشهرة لدى هواة النوع يوازي رواج مجلة الشبكة في زمانها. اللوم الحقيقي يقع على الذين يرتضون أنفسهم أتباعا لرائد الترهيب الفكري و يعبرون عن إعجابهم بدرجة محرجة من التزلف و الممالقة. ربما يجب تحديث القول ليصبح "كما تكونون يدًون عليكم"

هناك تعليق واحد: