فورة الدم لا بد منها عندما تشاهد برنامج "أطفال غزة" الذي يوثق بكثير من الدقة أثار العدوان الإسرائيلي على غزة و أطفالها. أمال التي كٌتب لها أن تعيش مع الشظايا العالقة في رأسها عقابا على جريمة لم تقترفها، فقدت أباها و أخاها خلال نفس القصف التي أدى إلى إصابتها. رفاقها و رفيقاتها أيضا خسروا آبائهم و إخوانهم. استمرار الحصار الإسرائيلي المتوحش يزيد من مشاكلهم و يجعل تفاصيل الحياة اليومية مليئة بالمصاعب التي تحيل الحياة عبئا. ترى هذا العبء في عيون الأب الذي لم يتمكن من عناق ابنه في لحظاته الأخيرة لشدة خوفه و الذي ما زال يحمل ذنب لحظة ضعفه. أهل غزة الذين يحرمون من أساسيات الحياة بشكل منهجي يمنعهم حتى من التوغل في البحر طلبا للقمة العيش كان يمكن لهم إن يفقدوا الأمل لكن إرادة الحياة تنتصر و تبقي إصرارهم على الحياة الكريمة حيا. لا شيء يشهد على هذا أكثر من بلاغة الأطفال الذين تعلموا مبكرا أن يفكروا كالبالغين. هذا ما يبقي الأمل في غزة حيا. لا شيء، لا شيء أبدا يبرر ما تفعله إسرائيل، لكن
هل يفهمنا الآخرون عندما نقول إن ثمن الحياة الفلسطينية لا يجب أن يكون زهيدا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق